كم عدد الأشجار اللازمة لشحن الإنترنت بالطاقة؟
قد تكون على دراية بالفعل أن الطائرات والموضة السريعة والمصانع التي تعمل في مجال الزراعة ضارة بالبيئة، لكن هل فكرت يومًا في البصمة الكربونية لمشاهدة مقاطع الفيديو أو رسائل البريد الإلكتروني؟ التقنيات الرقمية والأنظمة التي تدعمها، تشارك بـ 3.7٪ من انبعاثات الكربون في العالم، ومن المقرر أن ترتفع النسبة إلى 8٪ بحلول عام 2025، ما يمثّل أكثر مما تنتجه صناعة الطيران المدني، ويُتوّقع أنه سرعان ما سوف يتجاوز صناعة السيارات أيضًا.
غالبًا ما يُعتَقد أن التقنيات الرقمية تحدّ من انبعاثات الكربون، عبر تطورها المستمر الذي يتجلى في السيارات الكهربائية مثلًا أو القراء الإلكترونية. وقد نعتقد أن أنشطتنا الرقمية تجري عاليًا في السحاب بعيدًا عن بيئتنا، لكن كم مرة نظرنا حولنا لفحص تأثيرها في العالم الحقيقي؟
مع تصاعد الضغط ضد شركات التكنولوجيا لتحمّل مزيد من المسؤولية، ما الذي يمكنك فعله لتقليل بصمتك الرقمية؟ في هذه الحزمة من إجراءات تنقية البيانات من السموم، سوف تتعلَّم بعض النصائح لجعل حياتك الرقمية صديقة أكثر للبيئة، بدءًا من ممارسة أنشطتك على الإنترنت حتى إعادة تدوير هاتفك الذكي القديم.
دعنا نبدأ!
خمس خطوات للحدِّ من بصمتك الرقمية
1. أن ترى فهذا يعني أن تصدق
الخطوة الأولى جعل غير المرئي مرئيًا. كلَّما تطوَّرت التكنولوجيا أكثر قلَّ ما نلاحظه: إنه هاتف ذكي نحيف في جيبنا، أو فرشاة أسنان ذكية في الحمام، أو ضوء وامض من جهاز توجيه اللاسلكي. نحن ننساق إلى ما نملك من تكنولوجيا لجعل حياتنا أسهل وأكثر كفاءة، لكن عندما نصبح أكثر ارتباطًا بها، ربما لا نتمكن من رؤية ما يجري بوضوح خلف شاشاتنا.
إذًا، كيف سترى عبر ضباب التكنولوجيا الدخاني؟ أولًا، جرِّب بعض الإشارات المرئية لتذكير نفسك بصناعة الطاقة التي تشغِّل شاشتك.
للتصفح، نزِّل ملحقًا يُسمّى (المكربن) "Carbonanalyser"، والذي يوضح لك البصمة الكربونية التي تخلِّفها مواقع الويب المختلفة التي تزورها، بمجرد أن تكون على دراية باصدارات موقع الويب، يمكنك اختيار زيارة مزيد من المواقع الواعية بالطاقة.
أصبح عديد من شركات التكنولوجيا الآ -مثل جوجل- "محايدًا للكربون"، ما يعني أنها تعوِّض انبعاثات الكربون الخاصة بها، مع ذلك، فإنها لا تزال تسبب تلك الانبعاثات في المقام الأول. لماذا لا تجرّب بعض الأدوات الواعية بيئيًا مثل Posteo بديلًا لـ Gmail، والذي لا يدعم الخصوصية فقط ولكنه أيضًا يتّسم باستخدام الطاقة الخضراء بنسبة 100٪؟
هل التكنولوجيا التي تستخدمها تنسجم مع منزلك؟ ضع ملاحظات لاصقة ذات ألوان زاهية على الأشياء الجائعة للبيانات مثل التليفزيون الذكي أو جهاز التوجيه اللاسلكي، لتذكير نفسك بكمية الطاقة التي تُستَخدم لتشغيلها.
هل كنت تعلم أن تحميل موقع متوسط يستخدم ما يعادل من الطاقة ما تستهلكه الغلاية لإعداد فنجان من الشاي؟
2. استهلاك التيار بحكمة
الهواتف الذكية في حد ذاتها لا تستهلك طاقة كبيرة، لكن حركة البيانات عبرها تترك أكبر بصمة كربونية، إن تدفق البيانات وتخزيننها واستهلاكها مسؤول عن أكثر من نصف التأثير البيئي العالمي للتكنولوجيا الرقمية، وهذا الرقم يتزايد بنسبة 25٪ كل عام.
يأتي أكثر من نصف انبعاثات البيانات من بث مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، خاصة المقاطع عالية الدقة وخدمات البث عند الطلب مثل نتفليكس وأمازون بريم، ومن المتوقع أن يمثل بث الفيديوهات والألعاب عبر الإنترنت معًا 87٪ من حركة المستَهلك على الإنترنت في عام 2022.
ما الذي يمكنك فعله؟
شاهد مقاطع الفيديو بدقة أقل على يوتيوب وأمازون بريم. يمكنك تغيير هذا الإعداد بسهولة بالنقر على الإعدادات جوار الفيديو، على نيتفلكس من الأصعب العثور عليها:
- انقر على أيقونة حسابك (أعلى اليمين). →
- انقر على حسابك ضمن "الملف الشخصي والرقابة الأبوية". →
- أعِد تشغيل الإعدادات. →
- غيِّر درجة الدقة ونقاء الفيديو تحت عنوان "استخدام البيانات لكل شاشة".
هل تعلم: يُعتقد أن نحو 70٪ من حركة المرور على الإنترنت في العالم تمرّ عبر مقاطعة لودون بالولايات المتحدة، حيث يوجد أكبر تركيز في العالم لمراكز البيانات (المباني التي تضم خوادم الكمبيوتر التي تخزن وتعالج وتوزع حركة المرور على الإنترنت)، ويشغَل حاليًا 18 مليون قدم مربع بالإضافة إلى ملايين أخرى يجري التخطيط لها أو تطويرها؟ هذا هو تقريبًا حجم ملاعب كرة القدم 380.
3. إعادة الاستخدام والتدوير
لقد تعلَّمتَ كيف تقلّل من بصمة بياناتك، والآن حان الوقت للانتقال إلى أجهزتك: الزئبق والرصاص والنحاس ومواد الليثيوم التي تشكّل أجهزتك. على الرغم من الناس يحتفظون بأجهزتهم فترة أطول مما فعلوا في 2016، لا تزال النفايات الإلكترونية تمثّل مشكلة كبيرة، إذ يعاد تدوير 17.4٪ فقط منها عالميًا والباقي ينتهي إلى مدافن النفايات، أو يُحرَق، أو ينتهي به المطاف في بلدان مثل الصين ونيجيريا وباكستان وغانا حيث تكاليف العمالة أقل.
فكيف يمكنك التخلص من أجهزتك بأمان؟
يمكن إعادة بيع الجهاز الذي لا يزال صالحًا للاستخدام، والجهاز الذي لا يعمل به أجزاء قيمة يمكن بيعها، إليك بعض النصائح:
الشركات لديها التزام بيئي لإعداد خطط إعادة التدوير أو إعادة شراء المنتجات والأجهزة المستعملة، يمكنك العثور على قائمة ببعض مخططات إعادة الشراء في هذه الصفحة، إذا لم تتمكن من العثور على الشركة المصنعة في تلك القائمة، فتحقق من موقع الويب الخاص بها أو أرسل لهم رسالة بريد إلكتروني تسألهم كيف يمكنك إدارة المنتجات التي يصنعونها وإعادة استخدامها والتخلص منها بأمان.
إعطاء أي جهاز فرصة جديدة للحياة. تُباع الإلكترونيات المستعملة في بعض الأحيان جديدة أو كالجديدة، وقد تباع بتخفيض كبير عن سعرها الأصلي، استكشف الخيارات على مواقع مثل Backmarket أو انتقل مباشرة إلى الشركة المصنعة التي تفضلها مثل أبل أو سامسونج أو جوجل أندرويد.
هل تريد استخدام جهازك القديم بشكل جديد؟ كن مبدعًا وقم بتدوير هواتفك القديمة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والكاميرات بإعادة استخدام بعض أجزائها، تحتوي هذه المقالة على كثير من الأفكار، أو بدلًا من ذلك: تبرَّع بهاتفك للمجتمعات المحتاجة.
4. اعتنِ بأجهزتك
يحصل الأشخاص على أجهزة جديدة لأسباب متعددة: لأن شركة الإنترنت تقدِّم لهم خطة ترقية مبكرة، لأنهم تلقوها كهدية، لأنهم لا يستطيعون مقاومة جهاز جديد.
لكن كم مرة نتوقف لنسأل أنفسنا عما إذا كنا بحاجة فعلًا إلى هذا الجديد أم لا؟
رعاية أجهزتك وسيلة بسيطة ومستدامة للحد من بصماتك الكربونية، ولا طريقة أفضل لتجنّب المساهمة في خلق النفايات الإلكترونية من أن تعتني بجهازك، بينما لا زلت تملكه، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة تساعد الناس على إصلاح أجهزتهم بأنفسهم، هناك عوامل مهمة يجب أن تبقى في ذهنك، كتخزين البيانات وسعة البطارية، وإليك كيف تفعل ذلك:
لتحرير مساحة تخزينية على هاتفك: أحد أسهل الأشياء التي يمكنك القيام بها، تفريغ بعض الصور ومقاطع الفيديو على بطاقة ذاكرة خارجية أو محرك أقراص ثابت بالكمبيوتر المحمول أو بطاقة SD في هاتفك. إذا كنت قد فعلت ذلك ولا تزال مساحة التخزين منخفضة، حاول حذف التطبيقات التي نادرًا ما تستخدمها.
قد تصبح بطاريات الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي والكمبيوتر المحمول ضعيفة، ولكن هذا لا يعني أن جهازك يلفظ أنفاسه، ربما يكون في حاجة فقط إلى استبدال البطارية. اختبر أولًا صحة البطارية -لأجهزة أبل أو أندرويد - ثم تعرَّف إلى ما يمكنك القيام به لإصلاحها أو استبدالها.
هل يسقط هاتفك منك باستمرار؟ يجب أن تحصل على حامي شاشة (سكرين) جيّد وحافظة (جراب) شديدة التحمل لتجنب تحطّمه.
هل تعلم: هناك تشريع جديد للاتحاد الأوروبي يُسمّى "الحق في الإصلاح" ويعني أن الشركات المصنعة للتكنولوجيا والأجهزة ملزمة قانونًا بجعل منتجاتها أسهل في الإصلاح وإعادة الاستخدام، للحد من النفايات الإلكترونية وزيادة الاستدامة؟
5. انشر المعلومة
الآن بعد أن فكَّرت في بصمتك الرقمية، كيف يمكنك جعل أصدقاءك وعائلتك يفعلون الشيء نفسه؟
هناك وعي متزايد بخصوص ما يمكن أن تفعله صناعة التكنولوجيا والحكومات والمستهلكون لمنع نمو التقنيات الرقمية من الإضرار ببيئتنا، فلتندمج وتشارك:
هل كنت تعلم: كل عام، يوجد حدث عالمي يُسمى ساعة الأرض، يُدعَى فيه العالم لإيقاف كل الأجهزة الكهربائية في وقت واحد، لنشر الوعي بالقضايا البيئية وإحداث تأثير صغير في بصمة الكربون لدينا؟ تحقق من الموقع الرسمي على الإنترنت لمعرفة الموعد القادم.
إذا كنت ترغب في المشاركة في ذلك، افعلها مرة واحدة يوميًا أو أسبوعيًا، وافصل أجهزتك الكهربائية، ولن يساعد ذلك فقط على تقليل بصمتك الكربونية، لكنه سيوفر لك أيضًا بعض المال.
هل تخلصتَ بالفعل من السموم الموجودة في بياناتك؟ فهم إجراءات التخلص من سموم البيانات واستيعابها، وسيلة مستدامة للسيطرة على بياناتك وبصمتك الرقمية، اقرأ مقالاتنا ودليلنا للتعلم الذاتي لمساعدتك على البدء.
قد يبدو أنه من الشاق التفكير في هذه المشكلة على نطاق الكواكب بأكمله، مقارنة بهاتفك الذكي الصغير أو الكمبيوتر المحمول، لكن تذكَّر أنه إذا التزم عددٌ كافٍ منا باتخاذ خطوات صغيرة نحو تقليل بصمتنا الرقمية، فسوف نتمكن فعلًا من إحداث فرق كبير.
إذا أعجبتك هذه المقالة، راجع هذه المقالات: